عقارات

أزمة العقارات الصينية تطل برأسها في أداء البنوك العالمية



أعلن بنك “إتش إس بي سي” HSBC عن انخفاض كبير في أرباحه الفصلية بعد أن خسر 3 مليارات دولار من حصته في مصرف “بانك أوف كومينيكايشن” الصيني ورسوم أخرى تخص قطاع العقارات الذي يعاني من انهيار في الصين ، وفق ما ذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

انخفاض ربحي هائل

وقال البنك إنه أعلن عن انخفاض بنسبة 80% في الأرباح قبل الضريبة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022 .
وعزا بنك إتش إس بي سي هذا الانخفاض إلى سببين، الأول تمثل في مبلغ بــ3 مليارات دولار مرتبطة ببنك أوف كومينيكايشن أحد أكبر البنوك في الصين بينما يعود التراجع في السبب الثاني إلى تأثير الـ2 مليار دولار التي جاءت من بيع أعماله المصرفية للأفراد في فرنسا.
وقال البنك إن انخفاض القيمة البالغ 3 مليارات دولار تم حسابه بعد تقييم أجري في ديسمبر تضمن تقديرًا للتدفقات النقدية المستقبلية في بانك أوف كومينيكايشن.

مبلغ لتغطية الخسائر المتوقعة

وبشكل منفصل، قام بنك إتش إس بي سي بإفراد مساحة لمخصصات بقيمة 3.4 مليار دولار لتغطية خسائر الائتمان المتوقعة والرسوم الأخرى المتعلقة بتعامله مع قطاع العقارات التجارية في الصين .

أداء أسوأ وسط الأزمة

حول ذلك قال مات بريتزمان محلل الأسهم في شركة “هارجريفز لانسداون” :” في ضوء الفوضى العقارية يبدو أن الأداء كان أسوأ قليلا مما كان متوقعا مع ارتفاع تكاليف التشغيل”.
ذكر بريتزمان : “لا يزال ما يحدث في الصين يشكل علامة استفهام ففي حين أن رسوم خسائر القروض كانت أفضل من المتوقع فإن قطاع العقارات التجاري الصيني لا يزال ضعيفا”.

وجهة نظر إيجابية نحو الصين

لكن بنك إتش إس بي سي الذي يقع مقره في المملكة المتحدة وهو الأكبر في أوروبا من حيث القيمة السوقية حافظ رغم كل ذلك على نظرته الإيجابية تجاه الصين.
اقرأ أيضاً: 3 عملات آسيوية لدول كبيرة على رأس المستفيدين من خفض الفائدة
وقال رئيس مجلس إدارة البنك مارك تاكر :”لقد كان تعافي الصين بعد إعادة فتح الأسواق بعد كورونا أكثر وعورة مما كان متوقعا لكن اقتصادها نما بما يتماشى مع هدفها السنوي البالغ حوالي 5% في عام 2023ونتوقع أن تحافظ الصين على هذا المعدل في عام 2024 في ضوء ما أعلنته من تدابير مؤخرا لدعم قطاع العقارات وديون الحكومات المحلية”.

أزمة عقارية

ويعاني الاقتصاد الصيني من أزمة عقارية منذ عام 2021 عندما أدت حملة حكومية على الاقتراض من قبل المطورين إلى ضغط التمويل في القطاع.
ومنذ ذلك الوقت دخل سوق العقارات في حالة ركود طويلة تميزت بالانخفاض المستمر في الاستثمار العقاري ومبيعات العقارات.
وتخلفت العشرات من شركات التطوير الكبرى عن سداد ديونها حيث صدر قرار بتصفية شركة “إيفرجراند” التي كانت ذات يوم ثاني أكبر شركة للبناء في الصين.

الأرباح السنوية

لم تلقي الأزمة التي ضربت البنك بظلالها السلبية عليه فيما يخص أرباحه السنوية والتي بلغت 30.3 مليار دولار بزيادة 78% عن عام 2022.
اقرأ أيضاً: أسهم أوروبا عند أعلى مستوى في 4 أشهر
وتوقعت مجموعة من المحللين الذين استطلع البنك نفسه آراءهم أرباحًا سنوية قبل الضريبة تبلغ 34.1 مليار دولار .
انخفضت أسهم بنك إتش إس بي سي المدرجة في هونج كونج بعد إعلان النتائج لتغلق على انخفاض بنسبة 4% تقريبًا. وانخفضت أسهم البنك المدرجة في لندن بنسبة 7%.
وقال البنك إنه يمتلك حصة 19% في بنك الاتصالات الصيني والتي اشتراها في عام 2004.
أخيرًا، فليس بنك إتش إس بي سي البنك الأوروبي الوحيد الذي تأثر بأزمة العقارات في الصين. ففي أكتوبر أعلن بنك “ستاندرد تشارترد” عن انخفاض رسوم قيمة الائتمان بـ186 مليون دولار بسبب أزمة العقارات في الصين.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى